-A +A
محمد داوود ـ جدة
أكد الدكتور ضياء الحاج حسين استشاري أمراض الروماتيزم في جدة، أن التوتر يساهم في حدوث حوالي 8 في المائة من كل الأمراض الخطيرة، مبينا أن بحثه الطبي أثبت وجود علاقة للتأثيرات النفسية على بعض هذه الأمراض الروماتيزمية مثل: التهاب المفاصل الرثياني الذي يعرف بالروماتويد، والذئبة الحمراء، وآلام العضلية الليفية، حيث إنه أثناء استجواب مرضى الروماتويد عن مدى التأثير النفسي عليهم وجدت أن نسبة كبيرة منهم وقد تتجاوز 70 في المائة، قد تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل بدء المرض بعدة أسابيع مثل: وفاة أحد الأقارب خاصة أحد الزوجين (الأقارب)، والطلاق، وتخلي الأبناء أو البنات عن والديهم أو إسكانهم في مأوى العجزة وبالتالي ليس لهم دعم أسري، مشيرا إلى أن الكآبة تعتبر من أهم الأعراض النفسية الناتجة عن الروماتويد وهي تعرف بشكل عام بأنها الحزن المؤقت في الحياة اليومية، ومن الناحية العلمية فإن الكآبة المزمنة هي اضطراب المزاج مع شكاوى كثيرة تستغرق سنتين على الأقل. ويشير الدكتور ضياء إلى أن الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال للكآبة لها أهمية كبيرة للإقلال من العجز المترافق مع الروماتويد، وكذلك فإن بعض المرضى المصابين بالروماتويد يحتاجون لعلاج مكثف سواء نفسيا أو دوائيا أو كليهما.
يهدد المفاصل

أما الدكتور عمر فتح الدين أستاذ مساعد في كلية الطب واستشاري أمراض مفاصل وروماتيزم في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في جدة، فأوضح أن مرض الروماتويد بدأ يهدد مفاصل السعوديين بالتصلب، وصعوبة الحركة وذلك بشكل لافت للنظر من خلال الحالات التي يتم تسجيلها في العيادات، موضحا أن السبب الذي يؤدي إلى الخلل في جهاز المناعة غير واضح، لكن هناك عوامل مساعدة، منها: الالتهابات الفيروسية والوراثة، حيث إنه يصيب بعض العائلات بعينها. كما أن خلل الهورمونات يعد من العوامل، حيث يلاحظ أن النساء ما بعد الولادة تزداد عندهن نسبة نشاط المرض.
ويضيف الدكتور فتح الدين أن أكثر المفاصل عرضة للمرض هي مفاصل اليدين والقدمين بشكل متساو بين طرفي الجسم، حيث يبدأ المريض بإحساس بعدم قدرته على تحريك المفاصل الملتهبة، خاصة في الساعات الأولى بعد الاستيقاظ من النوم، وبسبب شدة الألم والورم يصبح المريض عاجزا عن الحركة والعناية بنفسه والقيام بالأعمال البسيطة، ويصيب هذا المرض إضافة إلى المفاصل، عددا من أجهزة الجسم مثل القلب والرئتين والأوعية.
ويشير الدكتور فتح الدين إلى أن إهمال هذه الأعراض قد يؤدي إلى تشوهات في المفصل، ومن ثم عدم القدرة على تحريك الأطراف المصابة مما يؤثر في حياة المريض العملية والاجتماعية، لذا ينصح برؤية الطبيب المتخصص في أقرب فرصة ممكنة، حيث إن العلاج المبكر يمنع تفاقم المرض وحدوث التشوهات. وعن العلاج يؤكد الدكتور فتح الدين أنه خلال السنوات الأخيرة، ظهرت عدة أدوية تضمن النجاح بنسبة 90 في المائة للتحكم في المرض مثل: الأدوية البيولوجية التي تتحكم في السيطرة على جهاز المناعة في علاج الروماتويد، ونصح جميع المرضى بأهمية العلاج المبكر حتى يتمكن من الاستمرار في حياته العادية من غير آلام، وضرورة توعية مختلف التخصصات الطبية على تحويل المريض الذي يعاني من أعراض التهاب المفاصل إلى طبيب روماتيزم في أقرب فرصة ممكنة، حيث إن بعض الدراسات أشارت إلى أن تآكل المفاصل قد يبدأ خلال ثلاثة أشهر من تاريخ بداية الأعراض، وأن أي استشارة بعد ذلك تكون متأخرة، وإقامة منتدى لمرضى المفاصل يتبادل فيه المرضى أفكارهم حول المشاكل المعنوية والتمارين الرياضية التي يمكن عملها في المنزل للمحافظة على حيوية المفصل وكيفية التعامل مع المرض.